لوحة الجرنيك ( عمل فني عنيف ورمزي )
لمشاهدة اللوحة اضغط على الربط
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]في معرض للوحات العصرية (الفن الحديث) يبدو للزائر في معظم الأحيان انه أمام رسم يجهل موضوعه .بالنسبة
للبعض أسم الرسام الكبيرالاسباني المعاصر هو رمز إلى فن غير مفهوم وغريب للنظرة الأولى تبدو
لوحة "الجرنيكة " لبيكاسو كلوحة عملاقة (ارتفاعها 3.50 م وعرضها 7.50 م ) وهو عبارة عن مجموعة
أشباح غريبة وغير مفهومة .
عنون اللوحة يتحدث عن الحرب الأهلية في إسبانيا والتي اندلعت في سنة 1936 وجرنيكة هي مدينة صغيرة
أسبانية قصفت في 26 افريل 1937 – بيكاسو أراد أن يترجم هنا كل الرعب الفظاعة التي عاشها الشعب
الأسباني طبعا لقد استعمل طابعا خاصا الذي لا يتماش كليا مع واقعية الرسامين التقليديين .
وعندما نلاحظ من قريب اللوحة نشاهد إلى اليسار تحت رأس الثور الهايج والذي يمثل رمز للأسبان امرأة تصيح
بائسة محتضنة بين يديها جسم صغيرا هامدا للصبي – وفي وسط اللوحة نرى شبح حصان هائج يترجم مدى
الذعر والخوف – من تحته جسم جندي ممزق مرمي على الأرض في قبضة يده سيف – على يمين اللوحة توجد
امرأة وكأنها تغزو اللوحة في وضعية وحشية وتحمل مصباحا . وهناك إمراة أخرى تبدو وكأنها ستلقي بنفسها من
نافذة مفتوحة أمامها وكذلك امرأة ثالثة تجري إلى الأمام في وضعية مستقيمة وفي موجة الخوف والذعر –
وكذلك في عمق اللوحة نشاهد طاولة وفوقها حمامة بيضاء وبعض الخيوط والأسقف المحطمة وعندما نظر جيدا إلى
اللوحة نلاحظ أن بيكاسو قد تمكن من إخبارنا بالمشاعر الأليمة التي نتجت عن هذا الدمار الشامل والقتل الجماعي
لهؤلاء الأبرياء الرسام بيكاسو قد استعمل في هذه اللوحة وسائله الخاصة بالنسبة لفنه – عندما يطيل الأطراف
ويشوه الوجوه والأجسام يريد بذلك أن يعطي لهؤلاء الأشخاص قوة كبيرة مأسوية – نلاحظ كذلك انه عرف كيف
يقلل من المأساة لكي يبرز شدتها ولكن الشيء الملفت للنظر في اللوحة – هو استعمال اللون – وكما يفعل بعض
المخرجين السينمائيين الذين يريدون تدعيم "الثقل المأسوي " في أفلامهم وهو استعمال الأشرطة السوداء
والبيضاء – وبيكاسو قد أراد استعمال هذان اللونان – ولكن بين الأسود والأبيض هناك عدة ألوان رمادية من القاتم
إلى الفاتح والبعض لهم مزيج من الوردي – مع هذه أل ألوان القنوعة الهادئة – تظهر قوة المأساة في هذه اللوحة
وتذوب في غناء حزين وأليم غناء الموت .
ملاحظة
هذا العمل الكبير أنجز من طرف الرسام الكبير بابلو بيكاسو في بضعة أيام وذلك في مدينة باريس –لقد رسم هذه
اللوحة بعدما تأثر كثيرا من جراء القصف على مدينة جرينك هذه اللوحة عرضة في الجناح الأسباني في معرض
العالمي سنة 1987 وتوجد حاليا في متحف الفن العصري بمدينة نيويورك في أمريكا .
جرنيك مدينة تقع شمال إسبانيا بإقليم الباسك قرب مدينة بيلباو . ولقد دمرت بالقصف الجوي للطيران الالماني في
يوم 26 أفريل 1937و الذي خلف ما يقارب 2000 ضحية.
هذه المجزر أوحت إلى الفنان بيكاسو لرسم هذه اللوحة الضخمة المعبرة .التي كان مقاسها 351×782سم